تعاني الكثير من السيدات من آلام الحيض، التي تعتبر أكثر الأسباب شيوعاً لتوجه النساء إلى الاستشارات الطبية، وقد تكون هذه الآلام بسيطة أو تصل إلى حد المعاناة كل شهر بشكل لا يمكن تحمله.
وتميل الكثير من النساء إلى التعامل مع هذه الآلام كأمر معتاد ومحاولة التخفيف من حدتها عن طريق بعض الوسائل التقليدية مثل استعمال زجاجات الماء الساخن أو المسكنات، إلا أن آلام الحيض الشديدة والمستمرة قد يختبئ ورائها داء بطانة الرحم المهاجرة.
عادةً ما تظهر آلام الحيض في أسفل البطن. كما قد تظهر لدى بعض النساء بشكل معتدل، أو تزداد حدة الآلام لدى البعض الآخر. وقد يمتد تأثير هذه الآلام ليشمل الجانب أو الظهر. وقد لا تعاني بعض النساء من هذه الآلام على الإطلاق، في حين قد تظهر مع البعض الآخر مع بداية الدورة الشهرية فقط، وقد يصل الأمر إلى ذروته مع البعض الآخر بحيث تكون آلام الحيض شديدة لدرجة يتعذر معها مغادرة المنزل، ولكن العزاء الوحيد أن حدة آلام الحيض غالباً ما تقل مع التقدم في العمر.
هدوء وراحة
لا يوجد بطبيعة الحال دواء شافٍ من هذه الآلام، وغالباً ما ترتبط الوسائل التي يمكن اللجوء إليها بنوعية الآلام. فقد يكون من المفيد مع بعض النساء، أن تسير أمور الحياة اليومية بشكل أكثر هدوءاً وراحة، مثلاً من خلال إلغاء المواعيد والمقابلات بعد انتهاء العمل، أو من خلال الذهاب إلى النوم مبكراً.
ودائماً ما ينصح الأطباء بالوقاية بشكل أساسي؛ حيث يتعين على النساء اللاتي يعانين من غزارة دمالحيض أو آلام الحيض الشديدة عدم استعمال اللولب لمنع الحمل. وبدلاً من ذلك يمكن اللجوء إلى استعمال وسائل منع الحمل الهرمونية، حيث إنها قد تساعد النساء عند المعاناة من آلام الحيض الشديدة أو غزارة دم الحيض.
ومن الأفضل أن يتم تجريب الوسائل، التي تشعر معها النساء بالراحة، وتتضمن هذه الوسائل تقنيات الاسترخاء والراحة وزجاجة الماء الساخن والركض والسباحة واليوغا. كما يمكن اللجوء إلى استعمال الشاي المضاد للتقلصات، والذي يشتمل على أزهار البابونغ أو بلسم الليمون أو أعشاب رجل الأسد.
لاصقات تدفئة
بدلاً من استعمال زجاجة الماء الساخن التقليدية فإنه يتوفر حالياً لاصقات تدفئة خاصة، والتي يمكن ارتداؤها لمدة 8 إلى 10 ساعات، وبالتالي يتم الحفاظ على درجة حرارة مثالية تبلغ 40 درجة. وإذا لم تجدي هذه الوسائل نفعاً في التغلب على آلام عسر الطمث، فإنه يمكن استعمال المسكنات بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني. ويمكن في مثل هذه الحالات تعاطي الأدوية، التي يمكن شراؤها بدون وصف الطبيب، والتي تشتمل على المواد الفعالة ديكلوفيناك أو إيبوبروفين أو نابروكسين.
آلام تؤثر على جودة الحياة
ينبغي التوجه إلى طبيب أمراض النساء عند ظهور آلام حيض شديدة لأول مرة، والتي تختلف في حدتها ومدة استمرارها عن الأحوال العادية أو عندما تظهر آلام الحيض خارج فترة الدورة الشهرية. وإذا تأثرت جودة الحياة سلباً من جراء آلام الطمث أو اضطرت السيدة إلى ملازمة الفراش أو إذا لم يعد باستطاعتها تحمل آلام الحيض كل شهر، فعندئذ قد تشير هذه الأعراض إلى الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
وغالباً ما توجد أنسجة حميدة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، في أماكن أخرى من غير المفترض أن تتواجد فيها مثل الحوض والأنابيب والمبيضين، وقد تصل أحياناً إلى المثانة والأمعاء. ويؤدي تجمع الدم الناتج عن خلايا بطانة الرحم إلى تكوين أكياس أو التصاقات أو الإصابة بالعقم.
في البداية تظهر آلام بطانة الرحم المهاجرة أثناء الدورة الشهرية فقط، ولكن مع مرور الوقت تستمر هذه الآلام حتى في حال عدم وجود حيض. وتشير التقديرات إلى أن تشخيص الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة قد يستغرق سبع سنوات.
ومن أعراض هذا المرض الشعور ببعض الآلام الغريبة أسفل البطن أثناء الدورة الشهرية، وظهور آلاممزمنة بالحوض والشعور بآلام أثناء الجماع ونزيف غزير أو غير طبيعي أثناء الدورة الشهرية، والشعور بآلام في حركة الأمعاء أو إسهال أو إمساك أو اضطرابات الأمعاء الأخرى، وكذلك التبول المتكرر أو الشعور بآلام أثناء التبول خلال فترة الطمث وصعوبة حدوث الحمل.
ويتم تشخيص مرض بطانة الرحم المهاجرة عن طريق منظار البطن؛ حيث يمكن إزالة هذه الأنسجة مباشرة، وعادةً ما يتم اللجوء إلى العلاج الهرموني في حال الأعراض البسيطة أو في حالات الانتكاسة أو للوقاية عقب إجراء التدخل الجراحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق