يعتبر العقم من المشاكل الواسعة الانتشار في العالم وهي حقيقةً تُواجه الزوجين حيث تكون الأسباب إما من احد الزوجين او كلاهما. وغالبا اسباب العقم لا تقتصر على المرأة، بحكم أن فـ35% من الأسباب فقط تعود الى المرأة، وهي تشارك الرجل في 25% من الأسباب (أي أسباب مشتركة بين الرجل والمرأة).
أي ان نحو ثلث حالات العقم تنجم عن اضطرابات لدى النساء، والثلث الثاني، نتيجة اضطرابات لدى الرجل، بينما في الثلث الأخير من الحالات يكون الاضطراب لدى الطرفين، أو أن سبب عدم النجاح بالإنجاب لا يكون معروفا إطلاقا.
و حسب الأطباء المتخصصون، فقد حددوا مفهوم العقم بأنه عدم القدرة على الإنجاب بعد مرور عام كامل على الزواج مع ممارسة الاتصال الجنسي بصورة منتظمة، وعدم استعمال أى وسيلة من وسائل منع الحمل. فالعقم هو حالة من الاضطرابات تحدث للنساء لأسباب عديدة قد تكون معروفة او مجهولة . فالتجارب اثبتت انه كلما زاد عمر المرأة كلما قلت نسبة حدوث الحمل، حيث تنخفض خصوبة السيدات بشكل طبيعي بداية من سن 30 تقريبا ، فعندها يحدث إنخفاض في كمية ونوعية البويضات.
تحمل بعض النساء بسرعة ولكن بالنسبة لأخريات يمكن أن يستغرق وقتاً أطول. تعدّ زيارة الزوجين لطبيبهما إذا لم يتم الحمل خلال عام واحد من محاولتهما امر ضروري.
هناك نوعان من العقم:
-العقم الأولي، حيث تواجه المرأة التي لم تنجب في الماضي صعوبة في الإنجاب.
-العقم الثانوي، حيث يكون أحدهم قد حمل مرة أو أكثر في الماضي، ولكنه يواجه صعوبة في الإنجاب مرة أخرى.
يعود العقم عند المرأة إلى عدة اسباب من اهمها :
-متلازمة تكيس المبايض:
ان عمل المبيض الاساسي هو افراز الهرمونات ونضج البويضة وتحريرها، نلاحظ هنا في هذا المرض ان قسما من البويضات يكون فعالا وبعضها الاخر غير فعال. ان سبب هذا المرض مازال غير معروفا تماما، وقد يكون لعامل الوراثة اثرٌ فيه.
يحدث في هذه المتلازمة تغيير بعدة عناصر في المنظومة الهورمونية. وتؤدي هذه التغييرات لارتفاع مستويات الهورمونات الذكرية والمساس بعملية الاباضة.
ان وجود الاكياس الصغيرة في المبيض لا يحتاج عادة الى علاج لانها تختفي ويظهر غيرها تلقائيا، ولكن عندما يصل قطر الكيس مثلا الى 50 ملم قد يحتاج الى تدخل جراحي.
-أسباب تتعلق بالرحم:
وتشمل وجود أورام ليفيه أو زوائد لحمية أو التصاقات نتيجة التهابات أو مداخلات جراحية سابقة أو تشوهات خلقية وهذا كله يعيق تعشيش البويضة الملقحة في غشاء باطن الرحم لتنمو وتكبر.
-اضطرابات التبويض :
وهي تعني الإباضة بشكل غير منتظم أو عدم حصول الإباضة على الإطلاق، وهذا السبب هو سبب العقم في 25% من حالات العقم بين الأزواج. وهي قد تكون ناجمة عن اضطرابات هرمونية أنثوية في مناطق ما تحت المهاد الدماغية أو منطقة الغدة النخامية في الدماغ أو اضطرابات في المبيضين نفسيهما. فهناك هرمونان اثنان مهمتهما تحفيز إنتاج المبيض للبويضة . وكلاهما تنتجه الغدة النخامية الموجودة في قاع الدماغ وفق نظام محدد خلال مراحل الدورة الشهرية.
-أسباب مهبلية:
وهي انسداد يمنع إدخال العضو الذكري بالمهبل، كما في حالات عدم فض عشاء البكارة، إذا كان سميكاً جداً، وكذلك في حالات ضيق المهبل الشديد، والالتهابات الموجعة، إضافة للحالات النفسية لبعض السيدات، والتي ترفض الاتصال الجنسي.
-خلل في الأنابيب ( قنوات فالوب):
يقدر هذا بـ 30-40% من أسباب العقم عند المرأة. و التي تلعب دور الوسيط الموصل بين المبيضين اللذين ينتجان البويضات، وبين الرحم الذي يفترض ان يستقبل البويضة المخصبة.
من الممكن ان يكون سبب العقم عند النساء غير قابل للتشخيص، لكن هناك الكثير من العلاجات للاضطرابات المختلفة. ولا يكون العلاج ضروريا، دائما، لان نحو نصف الازواج الذين يعانون من العقم (او نقص الخصوبة)، ينجحون بالإنجاب بعد سنتين من المحاولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق